تطبيقات خدمات نقل الركاب لزيادة التنقل في المناطق الحضرية في مصر
- Job seekers
- Women and girls
- Employment
- Empowerment
- Subsidies
- Transportation
تعمل تطبيقات خدمات نقل الركاب مثل Careem، وGrab، وLyft، وUber على زيادة خيارات النقل في المدن الواقعة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل حيث يعاني العديد من السكان من نقص خدمات أنظمة النقل العام، وحيث تكون ملكية المركبات الخاصة مكلفة. لذا تعاون الباحثون مع شركة أوبر في مصر لتقييم آثار توسيع نطاق الوصول إلى خدمات النقل من خلال أن يكون تحديد السعر مبنى على الطلب على خدمات نقل الركاب وتنقل المستهلكين بشكل عام. بحيث تزيد الخصومات بنسبة خمسين في المائة عند الاستخدام لأربع مرات، مما ي يؤدي إلى زيادة قدرها 49 في المائة تقريبًا في إجمالي التنقل.
الموضوع الأساسي
في العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، يؤدي ارتفاع تكاليف ملكية السيارات إلى جانب انخفاض مستويات الموثوقية والسلامة في خدمات سيارات الأجرة إلى الحد من استخدام وسائل النقل الخاصة. وفي الوقت نفسه، تشير النساء في كثير من الأحيان إلى شعورهن بعدم الأمان في وسائل النقل العام، مما يحد من حركتهن. علاوة على ذلك تشير الأبحاث السابقة إلى أن جعل وسائل النقل أكثر سهولة يمكن أن يؤثر على النتائج المتعلقة بالتعليم وبالعمل بالنسبة للنساء. وأدى ظهور تطبيقات خدمات نقل الركاب في السنوات الأخيرة إلى تزويد الناس في جميع أنحاء العالم بخيارات نقل جديدة. ومع ذلك، فإن الاستخدام المتزايد لتطبيقات خدمات النقل مثل أوبر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الازدحام المروري والانبعاثات. ولتحقيق التوازن بين الحاجة إلى التنقل للذهاب إلى المدرسة أو العمل والحاجة إلى حساب التكاليف المترتبة على ذلك مثل التلوث، يحتاج صناع السياسات إلى معلومات حول كيفية تأثير التغيرات في أسعار النقل الخاص على استخدام تطبيقات خدمات نقل الركاب والخيارات التي يتخذها الأفراد بين خدمات النقل المتاحة في القطاعين العام والخاص. بالشراكة مع شركة أوبر، اختبر الباحثون أثر التغيير باستخدام منهجية الاختيار العشوائي في أسعار خدمات أوبر على خيارات النقل لدى الأشخاص.و هل يمكن أن يؤدي انخفاض أسعار تطبيقات خدمات نقل الركاب إلى زيادة تنقل الأشخاص؟
سياق التقييم
يبلغ عدد سكان مدينة القاهرة حوالي عشرين مليون نسمة، ومن المتوقع أن تستمر في النمو في السنوات القادمة. كما هو الحال مع العديد من المدن الأخرى في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، تعاني القاهرة من مستويات عالية من الازدحام المروري، ونقص الاستثمار في خدمات النقل العام، وارتفاع مخاطر الحوادث والتحرش. وتشمل وسائل النقل الأساسية في القاهرة السيارات الخاصة وسيارات الأجرة، والحافلات الخاصة والعامة، وخط المترو الذي يمر عبر قلب المدينة، ومركبات النقل الصغيرة الأخرى مثل الحافلات الصغيرة الخاصة وعربات التوكتوك. كما أن تطبيقات خدمات نقل الركاب لها أساس راسخ أيضًا في القاهرة، حيث تعد مصر واحدة من أكبر أسواق شركة أوبر، حيث وصلت إلى أكثر من أربعة ملايين عميل منذ إطلاقها في عام 2014. وكثيرًا ما تستخدم أوبر العروض الترويجية ووسائل الدعم لجذب الركاب والسائقين إلى منصتها الخاصة بخدمات نقل الركاب، حيث تتخذ العروض الترويجية شكل قسائم خصم بنسبة تتراوح بين خمسة وعشرة في المائة على مجموعة من الرحلات القادمة.
يختلف إنفاق الأسر على خدمات النقل حسب الدخل. حيث يميل الأشخاص ذوو الدخل المنخفض إلى الاعتماد على خيارات منخفضة التكلفة مثل الحافلات العامة وينفقون حوالي خمسة في المائة من دخلهم على وسائل النقل، في حين ينفق الأشخاص في أعلى عشرين في المائة من توزيع الدخل ما يقرب من عشرة في المائة على وسائل النقل. ويفسر نمط الإنفاق هذا من حيث الفروق الكبيرة في الأسعار بين الخيارات العامة والخاصة. وتبلغ تكلفة تذكرة الحافلة أو المترو للرحلات التي تصل إلى أربعين كيلومترًا في المتوسط 5 جنيهات مصرية (0.32 دولارًا أمريكيًا) لكل رحلة، في حين يمكن أن تكلف تطبيقات خدمات نقل الركاب وسيارات الأجرة 6 جنيهات مصرية (0.38 دولارًا أمريكيًا) لكل كيلومتر يتم قطعه.
وقد شملت الدراسة 1373 مشاركا، 47 في المائة منهم من النساء. وفي وقت التدخل، كان 78 في المائة من المشاركين يعملون، على الرغم من أنه قبل تقديم الدعم مباشرة، كان 48 في المائة من المشاركين يبحثون عن عمل. وبالمقارنة مع بقية السكان في القاهرة، كان المشاركون في هذه الدراسة أصغر سنا وأكثر تعليما، وتوفر لديهم متوسط دخل أعلى.
معلومات تفصيلية عن التدخل
عقد الباحثون شراكة مع شركة أوبر لدراسة كيفية استجابة استخدام المستهلكين للخدمات المقدمة من شركة أوبر ، وتنقلهم بشكل عام، للتغيرات في أسعار رحلات أوبر في القاهرة. وعليه حصل المشاركون في الفترة بين يوليو وديسمبر 2019 إما على أسعار مخفضة أو أسعار موحدة.
وبغرض استقطاب المشاركين، أرسلت شركة أوبر رسائل نصية إلى مجموعة فرعية تم اختيارها باستخدام منهجية الاختيار العشوائي من الركاب الذين قاموا برحلة واحدة على الأقل في القاهرة خلال الأسابيع الأربعة السابقة. حيث أبلغت الرسالة النصية الركاب عن دراسة أجريت حول أنماط طلب سيارات الأجرة، وأن المشاركين لديهم فرصة للحصول على خصومات على رحلاتهم المستقبلية في أوبر. وتلقى المشاركون المهتمين رابطا للتسجيل. تم بعد ذلك تعيين أولئك الذين اختاروا الاشتراك بشكل عشوائي إلى إحدى المجموعتين:
- مجموعة حصلت على خصم كبير (503 أشخاص): حصل المشاركون على تخفيض بنسبة خمسين في المائة على سعر الرحلات باستخدام سيارات أوبر.
- مجموعة حصلت على خصم صغير (499 شخصًا): حصل المشاركون على تخفيض بنسبة 25 في المائة على سعر رحلات أوبر.
- مجموعة المقارنة (455 شخصًا): استمر المشاركون الذين لم يستفيدوا من التدخل في دفع أسعار السوق العادية على تطبيق أوبر.
حصل المشاركون على تعديل الأسعار على UberX (سيارة فردية تأتي عند الطلب)، وUberXL (سيارة فردية، ولكن أكبر)، وUber Pool (رحلات مشتركة مع ركاب آخرين أقل تكلفة، ولكنها قد تستغرق وقتًا أطول لإكمالها)، وUber Scooter (رحلات على دراجة نارية منخفضة السعر مقارنة بخدمات النقل المعتمدة على السيارات، ولكن من المحتمل أن تكون أقل راحة)، وUber Bus (خدمة أحدث ذات إشغال مرتفع يتم تقديمها على طول مسار متغير عبر مناطق معينة من المدينة). وقد اطلع المشاركون كل حسب مجموعته على الأسعار المخفضة الخاصة بهم في تطبيق Uber الخاص بهم.
النتائج والدروس المستفادة بشأن السياسات
أدى خفض أسعار خدمات نقل الركاب إلى زيادة استخدام الأشخاص لخدمة أوبر وتنقل المستهلكين بشكل عام.
استخدام أوبر: أدى تخفيض أسعار رحلات أوبر بنسبة 25 في المائة إلى زيادة الاستخدام بمقدار 23.7 كيلومترًا للشخص الواحد في الأسبوع، بزيادة قدرها 175 في المائة مقارنة بمجموعة المقارنة التي استخدمت رحلات أوبر بمتوسط 13.6 كيلومترًا في الأسبوع. وأدى الخصم بنسبة 50 في المائة إلى زيادة الاستخدام بمقدار 60.8 كيلومترًا في الأسبوع، أي بزيادة قدرها 447 في المائة مقارنة بمجموعة المقارنة. و بتصنيف النتائج حسب الجنس، سافرت النساء المنتميات إلى المجموعة التي حصلت على خصم بنسبة 50 في المائة ما مجموعه 849 كيلومترًا في الأسبوع أكثر من مجموعة المقارنة، بينما سافر الرجال مسافة 652 كيلومترًا فقط في الأسبوع أكثر من المجموعة الضابطة. علاوة على ذلك، سافر المشاركون الذين حصلوا على خصومات إلى المزيد من المناطق داخل القاهرة، بالإضافة إلى وجهات مثل الجامعات والمستشفيات ومحطات المترو.
تنقل المستهلكين الإجمالي: ينفصل حساب الاستخدام الإضافي لأوبر عن التنقل الإجمالي، والذي يأخذ في الاعتبار احتمالية تقليل المسافة المقطوعة بسبب تحول المستهلكين عن وسائل النقل الأخرى لصالح خدمات أوبر الأرخص. فقد شهد المشاركون زيادة صافية في التنقل الإجمالي، حيث سافر أولئك الذين حصلوا على خصم بنسبة 50 بالمائة حوالي 101 كيلومتر في الأسبوع أكثر من مجموعة المقارنة. وفي حين لم تكن الاختلافات في التنقل الإجمالي بين الرجال والنساء كبيرة، إلا أنها تشير إلى أن التأثيرات كانت أكبر بالنسبة للنساء مقارنة بالرجال. فربما تكون شركة أوبر قد حفزت بعض البدائل بعيدًا عن وسائل النقل الأخرى، حيث أدى خصم أجرة أوبر بنسبة 50 في المائة إلى تقليل احتمالية القيام برحلة بالحافلة بمقدار 10 نقاط مئوية.
المسافة المقطوعة بالمركبات الخاصة: حسب تقدير الباحثين أدى انخفاض أسعار خدمات أوبر بنسبة 50 في المائة إلى زيادة بنسبة 74 في المائة في عدد الكيلومترات التي تقطعها المركبات الخاصة. وفي الوقت نفسه، انخفضت نسبة الرحلات التي تقوم بها وسائل النقل العام بنحو 10 في المائة.
تصورات السلامة: قد تكون المخاوف المتعلقة بالسلامة مسؤولة عن الاختلافات بين الجنسين في النتائج حول استخدام خدمات أوبر وتنقل المستهلكين بشكل عام. قبل التدخل، أبلغت النساء أنفسهن عن زيادة شعورهن بعدم الأمان في وسائل النقل العام وسيارات الأجرة حيث تزيد احتمالية تعرضهن لمخاطر التحرش مما يواجهنه في الوسائل التي توفرها تطبيقات نقل الركاب. وفي الواقع، أفادت النساء اللاتي حصلن على خصم بنسبة 50 في المائة أنهن يشعرن بأمان أكبر من أولئك اللاتي لم يحصلن على خصم. ولكن لم يكن هناك أي تأثير على السلامة من وجهة نظر الرجال.
بشكل عام، تشير النتائج إلى زيادة المسافات التي قطعها الأشخاص عندما انخفضت تكلفة تطبيقات خدمات نقل الركاب. وقد تزداد مزايا تطبيقات خدمات نقل الركاب الرخيصة أيضًا بالنسبة للمجموعات التي تواجه مخاطر السلامة والتحرش في وسائل النقل العام، مثل النساء. ومن ناحية أخرى أدى انخفاض سعر خدمات أوبر أيضًا إلى زيادة المسافة المقطوعة بالمركبات الخاصة والذي قد يؤدي الاستخدام العالي لها بدوره إلى زيادة التعرض للتلوث. قد تتركز مزايا زيادة التنقل بين الأشخاص ذوي الدخل المرتفع الذين يستخدمون تطبيقات خدمات نقل الركاب.