تحسين أداء الشركات الصغيرة المصنعة للسجاد اليدوى فى مصر من خلال تعزيز التصدير
- Small and medium enterprises
- Earnings and income
- Market access
في العقود الأخيرة، استثمرت الحكومات والمنظمات غير الربحية والجهات المانحة مواردها بشكل متزايد في مبادرات لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة فى الوصول إلى أسواق التصدير الخارجية . قام الباحثون بعمل دراسة للتعرف على ، كيفية تأثير التصدير على أرباح وإنتاجية الشركات الصغيرة والمتوسطة، و قد تم ذلك بالشراكة مع مؤسسة مساعدة الحرفيين (Aid to Artisans (ATA),)، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة، وشركة هاميس للسجاد، وهي شركة توزيع مقرها مصر، بغرض تزويد مصنعي السجاد على النطاق الصغير بفرصة التصدير إلى البلدان ذات الدخل المرتفع. و قد أدى إتاحة الفرصة للشركات الصغيرة لتصدير السجاد إلى الأسواق ذات الدخل المرتفع إلى زيادة أرباح تلك الشركات من خلال تحسين المعرفة الفنية للشركة ، بالإضافة الى رفع كفاءتها وجودة منتجاتها.
الموضوع الأساسي
في العقود الأخيرة، استثمرت الحكومات والمنظمات غير الربحية والجهات المانحة مواردها بشكل متزايد في مبادرات لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة فى الوصول إلى أسواق التصدير الخارجية. وتهدف هذه المبادرات إلى تحسين سبل عيش أصحاب تلك الشركات الصغيرة والمتوسطة والعاملين فيها وتشجيع التصدير من خلال توفيق أوضاع الشركات المحلية مع متطلبات المشترين الأجانب. ومن الجانب النظري، فلا يساعد الوصول إلى الأسواق ذات الدخل المرتفع الشركات الصغيرة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على تحسين أرباحها فحسب، بل وأيضًا على تعزيز "التعلم من خلال التصدير". حيث تستطيع الشركات، من خلال التعامل بشكل متكرر مع المشترين في الأسواق الأجنبية الذين يطالبون في كثير من الأحيان بمعايير جودة أعلى، تحسين مهاراتها الفنية وكفاءتها. ومع ذلك، فلا تزال الأدلة محدودة بشأن تحقيق هدف "التعلم من خلال التصدير" من عدمه وكيف يؤثر الوصول إلى أسواق التصدير على الشركات الصغيرة والمتوسطة.
سياق التقييم
تتمتع مصر بسمعة تاريخية قوية في إنتاج السجاد اليدوى . ففي عام 2013، احتلت مصر المركز الحادي عشر كأكبر منتج عالمي للسجاد والموكيت، بإجمالي إنتاج سنوي قدره 734 مليون دولار أمريكي. وفي ذلك الوقت، كان يعمل في صناعة السجاد والموكيت أكثر من 17 ألف مصري، وهو ما يمثل 7 في المائة من إجمالي العمالة العالمية في هذه الصناعة و1.7 في المائة من إجمالي التشغيل الصناعي في مصر.
تشتهر مدينة فوه، وهي مدينة شبه حضرية في مصر، بـ"تكتل مصنعي السجاد"، حيث تستخدم مئات الشركات الصغيرة أنوالًا خشبية ذات دواسات لتصنيع السجاد اليدوى المسطح. وتتكون غالبية الشركات في فوه من مالك واحد يعمل من خلال تأجير مساحة أو منزل. وفي معظم الحالات، لا يوجد لدى الشركة موظفون آخرون بدوام كامل. وتحصل الشركة، بالنسبة للمبيعات إلى السوق المحلي، على متوسط 42.5 جنيهًا مصريًا (حوالي 7 دولارات أمريكية وقت التقييم) مقابل كل سجادة تنتجها. وبلغ متوسط الأرباح الشهرية، قبل التقييم، للشركات المشاركة من تجارة السجاد حوالى 646 جنيهًا مصريًا (102 دولارًا أمريكيًا). ولم تنتج سوى 12 في المائة فقط من الشركات سجادًا عن علم لسوق التصدير.
بدأت مؤسسة "مساعدة الحرفيين" (ATA)، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة تهدف إلى خلق فرص اقتصادية لمنتجي الحرف اليدوية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، برنامجًا للعمل فى السوق المصرى للتوفيق بين منتجي السجاد المحليين والمشترين الأجانب في عام 2009. وقد عملت المؤسسة بشكل وثيق مع شركة هاميس للسجاد – أكبر وسيط للسجاد في فوه – لإعداد تصاميم السجاد وتسويقه للبيع في الأسواق الخارجية. تمكنت شركة هاميس للسجاد، بدعم من مؤسسة "مساعدة الحرفيين" (ATA)، من إيجاد عدد من طلبات التصدير من عملاء في البلدان ذات الدخل المرتفع.
معلومات تفصيلية عن التدخل
تعاون الباحثون مع مؤسسة مساعدة الحرفيين (ATA) وهاميس للسجاد لتقييم تأثير التصدير على أرباح الشركات الصغيرة المنتجة للسجاد في فوه، مصر، بالإضافة الى الأثر على الإنتاجية . تمكنت شركة هاميس للسجاد، بدعم تسويقي من مؤسسة مساعدة الحرفيين (ATA)، من تأمين طلبات تصدير مستدامة من المشترين للسجاد في الولايات المتحدة وأوروبا. ثم قدم الباحثون لمجموعة فرعية تم اختيارها بطريقة عشوائية من الشركات المحلية الفرصة لتلبية هذه الطلبات. وتتأهل الشركات للمشاركة إذا كان لديها أقل من خمسة موظفين، واشترت موادها الخاصة، ولم يسبق لها العمل مع شركة هاميس للسجاد. وقام الباحثون بتحديد 74 شركة، من بين 219 شركة من منتجي السجاد الذين انطبقت عليهم الشروط، باستخدام منهجية الاختيار العشوائي و قد تم ضمهم في مجموعة التدخل التي تضم الشركات المصدرة، أما الـ 145 شركة المتبقية فقد تم ضمها لمجموعة المقارنة.
وقامت هاميس للسجاد والمشترين الأجانب بتحديد الأسعار وتوقيت التسليم ومواصفات المنتج. وعليه أنتجت شركات السجاد الصغيرة في مجموعة التدخل السجاد المطلوب، بينما قامت شركة هاميس للسجاد بالتنسيق مع الأسواق الخارجية لاستكمال طلبات التصدير. وعلى الرغم من تحديد الشركات بشكل عشوائي لتلقي الطلب الأولي، إلا أنه قد تم السماح لشركة هاميس للسجاد بتقديم طلبات لاحقة مع الشركات المصدرة بناءً على أداء الشركة واهتمام المشترين المستمر.
قام الباحثون بإجراء مسح دوري لجميع الشركات على مدى ثلاث سنوات بين عامي 2011 و2014 لتقييم الإنتاجية وتدفق المعرفة بين المشترين و الوسطاء والمنتجين. كما قام أحد الحرفيين الماهرين بقياس جودة السجاد الذي تنتجه الشركات بشكل متقطع من خلال أحد عشر معيارا فنيا بما في ذلك الوزن، والملمس، ودقة التصميم، وغيرهم. وفي نهاية فترة التدخل، دعا الباحثون أيضًا جميع الشركات إلى موقع ورشة عمل مستأجرة (أو "مختبر الجودة") وطلبوا منهم إنتاج سجادة متطابقة باستخدام نفس النول والمدخلات. أتاحت هذه المقارنة للانتاج المختلف من السجاد ذو المواصفات المتطابقة للباحثين مقارنة الجودة والإنتاجية بين الشركات المصدرة والشركات في مجموعة المقارنة التي تستخدم نفس المعدات.
النتائج والدروس المستفادة بشأن السياسات
إتاحة الفرص لصغار منتجي السجاد في مصر لتصدير السجاد إلى الأسواق ذات الدخل المرتفع أدى إلى زيادة أرباح الشركات من خلال تحسين المعرفة الفنية للشركات و رفع كفاءتها وجودة منتجها.
الأرباح: إتاحة الفرصة للشركات الصغيرة لتصدير السجاد أدى إلى زيادة الأرباح الشهرية بنسبة 26 في المائة مقارنة بالشركات في مجموعة المقارنة. وفي حين زادت ساعات عمل أصحاب شركات التصدير بنحو 5 في المائة، فقد شهدوا زيادة بنسبة 43 في المائة في الأسعار التي حصلوا عليها مقابل كل سجادة يتم إنتاجها. وكان تأثير الوصول إلى الأسواق كبيرًا مقارنة بتأثير التدخلات الأخرى التي استهدفت الشركات، مثل الوصول إلى الائتمان وبرامج التدريب على الأعمال التجارية، والتي كان لها تأثير محدود على أرباح الشركات المماثلة.
الإنتاج: توفير الفرص للتصدير عملت على تحسين القدرة الفنية والكفاءة للشركات لإنتاج سجاد عالي الجودة. عندما قام أحد الحرفيين المحترفين بتقييم جودة السجاد على مقياس من 1 (أدنى جودة) إلى 5 (أعلى جودة)، سجلت الشركات المصدرة 0.79 نقطة أعلى من الشركات في مجموعة المقارنة، التي سجلت 2.96 نقطة في المتوسط.
وعندما طُلب من جميع الشركات إعداد سجاد مماثل باستخدام نفس المعدات، أنتجت الشركات التي تلقت طلبات التصدير السجاد بشكل أسرع وبجودة أعلى من الشركات في مجموعة المقارنة، مما يشير إلى التحسن في الكفاءة بصفة عامة.
التعلم: التحسن في الجودة كانت نتيجة "للتعلم من خلال التصدير". ففي حين لم تكن هناك تحسينات فورية في الجودة أو الإنتاجية بعد تدخل التصدير، ظهرت تحسينات كبيرة بعد خمسة أشهر. ويشير هذا إلى أن الشركات تعلمت الممارسات الإنتاجية الجيدة وعدلت ممارساتها نتيجة للتعامل مع المشترين في الأسواق الأجنبية، ولاسيما، عمليات نقل المعرفة بين المشترين الأجانب والمنتجين المحليين والشركة التي تربط بين المشترين الأجانب والمنتجين المحليين التي تفسر التحسينات النهائية في الجودة والكفاءة.
وتشير هذه النتائج إلى أن زيادة الوصول إلى الأسواق الأجنبية قد تكون أكثر قيمة من زيادة الوصول إلى الأسواق المحلية في عملية تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم. حيث يمكن الوصول إلى الأسواق الأجنبية ذات الدخل المرتفع الشركات من الانفتاح على مشترين متطورين يتمتعون بمعايير جودة أعلى من العديد من المشترين المحليين، وغالبًا يكونون على استعداد لمساعدة المنتجين المحليين عن طريق نقل المعرفة، الذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى زيادة الجودة والإنتاجية والربحية.
وبالإضافة إلى ذلك، تأتي زيادة وصول الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى أسواق التصدير في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في أشكال عديدة، لذا هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم فعالية التدخلات أو السياسات الأخرى التي تقلل من الحواجز أمام التصدير، بما يشمل ذلك خفض التعريفات الجمركية أو تكاليف التجارة الأخرى.