تأثير القروض والمنح على نمو المشروعات متناهية الصغر في مصر
- Entrepreneurs
- Self-employment
- Profits/revenues
- Business skills training
- Cash transfers
- Credit
- Unconditional cash transfers
يستخدم صانعو السياسات في كثير من الأحيان المساعدات الرأسمالية لمساعدة أصحاب المشاريع الصغيرة. قد تكون هذه المساعدات قروض أو منح نقدية أو منح عينية ، وبالمشاركة مع ثلاث كيانات من مؤسسات المجتمع المدني للتمويل متناهي الصغر أجرى الباحثون تقييم، باستخدام منهجية العينة العشوائية المنضبطة ، لقياس أثر تقديم القروض أو المنح النقدية أو العينية على قرارات المستفيدين بنتائج مشاريعهم.
الموضوع الأساسي
يهتم العديد من صانعي السياسات بريادة الأعمال كمسار محتمل للخروج من الفقر. ولكن يركز النقاش على ما هي أفضل طريقة لتقديم المساعدة الرأسمالية لأصحاب المشاريع الصغيرة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل؟ هل ينبغي لمؤسسات التمويل الأصغر أن تقدم القروض الصغيرة او المنح النقدية الغير مشروطة أو المنح العينية لعناصر محددة؟ وما هو تأثير تقديم القروض والمنح النقدية والمنح العينية على نتائج الأعمال والأسرة؟ كيف تختلف هذه التأثيرات بناءً على سمات أصحاب المشاريع الصغيرة مثل الجنس والمستوى التعليمي وسنوات الخبرة العملية؟
سياق التقييم
أُجري هذا التقييم في قنا ، وهي محافظة ريفية في صعيد مصر ويبلغ عدد سكانها ثلاثة مليون نسمة. محافظة قنا هي تاسع أفقر محافظة في مصر. تعيش 41 % من الأسر في قنا تحت خط الفقر. بلغ معدل البطالة في قنا في عام 2017، 9.3 % مع وجود فجوة كبيرة بين الجنسين، حيث أن معدل البطالة بين النساء بلغ 25 % مقابل 6 % للرجال. يبلغ سن المشاركون في عينة الدراسة ٢٩ عامًا تقريبًا في المتوسط، وكان حوالي 40 % من المشاركين من الذكور. 9 % فقط من المشاركين حصلوا على تعليم جامعي لكن 59 % حصلوا على تعليم ثانوي. حوالي 11 % من المشاركين يمتلكون بالفعل اعمال مدرة للدخل.
وشارك في هذا التقييم ثلاث مؤسسات للتمويل الصغير ومتناهي الصغر تقع في قنا: جمعية فداء وجمعية ريديك وجمعية السلام المسيحي، تحت مظلة برنامج "مسابقة ساويرس لخلق فرص العمل 2016" وهو يهدف إلى دعم الجمعيات والمنظمات الأهلية المحلية ذات الخبرة في التمويل والتدريب من أجل توظيف الشباب.
معلومات تفصيلية عن التدخل
قام الباحثون بتقييم أثر تقديم القروض والمنح النقدية أو المنح العينية على قرارات الأعمال لأصحاب المشاريع الصغيرة ونتائج الأعمال بالشراكة مع مؤسسات التمويل الأصغر المحلية الثلاث المشارك إليهم سابقاً. قامت مؤسسات التمويل الأصغر المشاركة بفحص الأفراد المهتمين للتأكد من استيفائهم للمتطلبات الآتية وهي: (1) يجب أن يتراوح عمر المتقدمين بين 21 و 35 عامًا، (2) أن يكون لديهم خطة عمل مقبولة سواء لمشروع جديد أو مشروع قائم. ثم قام الباحثون بشكل عشوائي باختيار الأفراد المتقدمين للحصول على قرض من أي من مؤسسات المشاركة في واحدة من أربع مجموعات:
(1) القروض: حصل الأفراد في هذه المجموعة على مبلغ القرض الذي طلبوه. كان مطلوب سداد القروض في غضون 10 إلى 12 شهرًا وكان متوسط سعر الفائدة السنوي 15-24 %.
(2) المنحة النقدية: حصل الأفراد في هذه المجموعة على المبلغ الذي طلبوه نقدًا. تم إبلاغهم بأنه ليس الضروري سداد المنحة النقدية وتم تشجيعهم على استخدام المنحة لتعزيز أهداف العمل التي حددوها في طلب القرض الخاص بهم ولكن كان ليس مطلوبًا.
(3) المنحة العينية: طُلب من الأفراد في هذه المجموعة أن يحددوا بالضبط كيف يرغبون استخدام الأموال في أعمالهم. ثم رافقهم موظفو الجمعيات إلى الاسواق لشراء المواد.
(4) مجموعة المقارنة: لم يتلق الأفراد في هذه المجموعة قرض أو منحة النقدية أو منحة العينية.
نظرًا لأن العديد من المشاركين بدأوا نشاطًا تجاريًا لأول مرة ، فقد تلقى جميع المشاركين المؤهلين للقرض والمنحة النقدية ومجموعات المنح العينية دورة تدريبية عن الأعمال مدتها ثماني ساعات على مدار يومين. كما أجرى الباحثون استبيانات متابعة في المتوسط بعد 16 شهرًا من حصول المشاركين على القرض أو المنحة.
النتائج والدروس المستفادة بشأن السياسات
أدت جميع أنواع المساعدات الرأسمالية الثلاثة إلى تحسين نتائج الأعمال والنتائج الاقتصادية للمشاركين وخاصة بالنسبة للنساء. ومع ذلك ، فقد تركزت التأثيرات بين المستفيدين على الأفضل أداءً لكل نوع من أنواع المساعدات ووجد الباحثون أن الخصائص التي يمكن ملاحظتها كانت هي نفسها بين أولئك الذين يتمتعون بأداء عالٍ في المجموعات الثلاث. يشير هذا إلى أن الخصائص والسمات الشخصية للمستفيد أكثر أهمية من نوع المساعدة التي يتلقاها في تحديد فعالية المساعدة الرأسمالية.
على الرغم من ان جميع أنواع المساعدة الرأسمالية الثلاثة أدت إلى زيادة ملكية الأعمال للرجال والنساء فحققت النساء مكاسب ملحوظة في أداء الأعمال. أدى الحصول على قرض أو منحة إلى زيادة احتمالية امتلاك شركة بنسبة 13.5 - 23.7 نقطة مئوية للنساء (من قاعدة 15 %) وبنسبة 12.2 - 15.6 نقطة مئوية للرجال (من قاعدة 27 %). ومع ذلك ، فإن معظم المشاركين (52-78 %) لم يمتلكوا شركة بعد تلقي منحة أو قرض ، مما يشير إلى استمرار القيود المالية وأنه قد تكون هناك حاجة إلى دعم آخر لضمان نجاح الأعمال لهذه الفئة من السكان.
كما أدت جميع أنواع المساعدات الرأسمالية الثلاثة إلى كسب المزيد من الأرباح. على سبيل المثال أدت القروض إلى زيادة أرباح النساء بمقدار 63 جنيهًا مصريًا (3.75 دولارًا أمريكيًا) شهريًا، وزادت المنح العينية أرباح النساء بمقدار 133 جنيهًا مصريًا (7.91 دولارًا أمريكيًا) شهريًا، وزادت المنح النقدية أرباح النساء بمقدار 60 جنيهًا مصريًا (3.57 دولار أمريكي) شهريًا. نسبة إلى متوسط ربح شهري 59 جنيهًا مصريًا (3.51 دولار أمريكي) لمجموعة المقارنة. وعلى العكس من ذلك لم يكن لجميع أنواع المساعدة الرأسمالية الثلاثة أي تأثير على أرباح رجال الأعمال.
تظهر تأثيرات البرامج المختلفة على النساء والرجال كما يلاحظ ان النساء واجهن قيودًا مختلفة وأكبر من الرجال قبل التدخل. زادت أنواع المساعدات الرأسمالية الثلاثة من احتمالية عمل المرأة من متوسط مجموعة المقارنة من 24.1 % إلى 38-46 %. كما ضاعفت النساء أرباحهن من العمل الحر من متوسط 59 جنيهًا مصريًا (3.51 دولار أمريكي) في مجموعة المقارنة، بالإضافة إلى زيادات كبيرة في إجمالي الدخل. عملت النساء أكثر في العمل الحر من خلال قضاء وقت أقل في رعاية الأطفال والأعمال المنزلية. على الرغم من عدم زيادة احتمالية العمل أو الدخل، إلا أن الرجال الذين حصلوا على قرض أو منحة قضوا وقتًا أطول في العمل الحر والإنتاج الزراعي المنزلي ووقتًا أقل في العمل مع الآخرين.
زادت النساء في مجموعة المنح العينية اقتراضهن من مصادر أخرى بعد تلقي المساعدة وعلى العكس من ذلك فإن الرجال في مجموعات الائتمان والمنح النقدية قللوا من اقتراضهم. ويشير هذا إلى أن النساء واجهن قيودًا أكبر على الاقتراض قبل البرنامج لكنهن كن قادرات على الاستفادة من قروض ومنح البرنامج للوصول إلى ائتمان إضافي، في حين كان من المحتمل أن يكون لدى الرجال بالفعل إمكانية الوصول إلى الائتمان. بالإضافة إلى ذلك ، واجهت النساء صعوبة اكبر في دخول سوق العمل: كان 89.6 % من الرجال في مجموعة المقارنة يعملون لمدة عام بعد التقدم بطلب للحصول على قرض مقارنة بـ 24.1 % فقط من النساء في مجموعة المقارنة.
تركزت الآثار الإيجابية لجميع الأنواع الثلاثة للمساعدات الرأسمالية بين المشاركين الأفضل أداءً في جميع مجموعات التدخلات الثلاثة. المشاركون في أعلى 25 % على أساس الدخل (الذين تلقوا مساعدة رأس المال والذين في مجموعة المقارنة) يتشاركون العديد من السمات، مثل متوسط العمر ومستويات التعليم والحالة الاجتماعية ودخل الأسرة. تدعم هذه النتيجة فكرة أن "من أنت" أكثر أهمية من "ما تحصل عليه" ، أي أن الخصائص الشخصية تحدد نجاح النشاط التجاري أكثر من نوع المساعدة المالية.
تشير هذه النتائج إلى أهمية أن يركز صانعي السياسات على توجيه المساعدة الرأسمالية إلى رواد الأعمال ذوي الإمكانات العالية ، في حين أن نوع المساعدات الرأسمالية قد لا يكون بنفس الأهمية. بالإضافة إلى ذلك ، قد يعتمد أكثر أشكال المساعدة فعالية من حيث التكلفة على النتيجة التي يتطلع صناع السياسات إلى تحسينها. وكانت القروض في هذا السياق أكثر فعالية من حيث التكلفة من المنح في زيادة توظيف المرأة ، ولكن القروض والمنح - النقدية والعينية - كانت فعالة من حيث التكلفة بنفس القدر في زيادة دخل المرأة.